قرر الآلاف من الشباب الفلسطيني على صفحات موقع التواصل الاجتماعي 'الفيس بوك' تحديد يوم الخامس عشر من آذار يوما لإنهاء الانقسام عبر النزول للميادين والساحات في كل من رام الله وغزة.
ويشارك في مجموعة ثورة 15 آذار 8000 عضو كما تتحد في نفس الأهداف والموعد أكثر من 118 مجموعة يشارك فيها مليون ونصف شخص من اجل إنهاء الانقسام الفلسطيني. وحول هذه الفعاليات الشبابية ، يقول فادي الشيخ يوسف أحد نشطاء ثورة 15 مارس :
- المطلب الوحيد هو إنهاء الانقسام وأن الشباب الفلسطيني لن يغادر الميادين في الضفة وغزة إلا بإنهاء الانقسام، مؤكدا إن اعتصامهم سيكون اعتصام سلمي لن ترفع فيه إلا راية واحدة هي راية فلسطين كما سترفع شعار واحدا إنهاء الانقسام و فلسطين اكبر منا جميعا.
- الاعتصام سيكون يوم 15 في غزة و رام الله في ميدان المنارة و في أراضي 1948 وامام السفارات الفلسطينية بالخارج، موضحا ان لديهم تنسيق مع الجاليات الفلسطينية في أكثر من 27 دولة عربية وأجنبية.
- شباب ثورة 15 اذارا تواصلوا مع الحركة الأسيرة التي ستعلن يوم الخامس عشر من آذار إضرابا في كل السجون .
- مطالبة الشخصيات والفصائل وجميع الجهات بعدم التحدث باسمهم، مؤكدا انهم لم يتلقوا أي دعم من أي جهة وأن دعوتهم هي دعوة شبابية للشباب وللعائلات وللفصائل وللكل الوطني.
- الفصائل الفلسطينية وفتح وحماس هم من سيحددون الآلية والطريقة التي سيتم بها إنهاء الانقسام وأن هذه الآلية هي شأن فتحاوي حمساوي وما يهم الشباب هو إنهاء الانقسام فقط تاركين الطريقة والاتفاق لحركتي فتح حماس.
**
قراءات وتأملات في هذا الحراك الجماهيري الشبابي الفلسطيني :
نحن أمام صوت مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني يرددّون بصوت واحد (( الشعب يريد إنهاء الإنقسام )) ؛ بمعنى أن الهدف واحد وفي يوم واحد 15/3/2011 م وتحت علم واحد هو علم فلسطين وعلى أرض قطاع غزة والضفة الغربية وكذلك داخل أرض 48 ؛ وهذه تحمل دلالة تاريخية وجغرافية وسياسة هامة الآ وهي أن الإحتلال الإسرائيلي لم يتمكن من طمس الهوية الفلسطينة لأهلنا داخل أرض 48 – رغم محاولاته وخططه الممنهجة والمبرمجة - ، بل كنا ومازلنا وسنبقى نحمل احساس الأمل والألم معا ً كأبناء شعب واحد وقضية واحدة
وليست الجاليات الفلسطينية المنتشرة في دول العالم بعيدة عن هذا الصوت الجماهيري الشبابي الوحدوي الصادق حيث سيكون لها حضورها ودورها وتفاعلها من خلال سفارات فلسطين في تلك الدول ؛ وحسب العرف الدبلوماسي فإن أرض السفارة هي جزء من أرض فلسطين بمعنى أن شعبنا هناك سيخاطب أخوته من أرض فلسطينية ( بالعرف الدبلوماسي ) على أرض فلسطين الموحدة في الضفة والقطاع وأرض 48 م ؛ وبهذا تأكيد أن الفلسطيني اينما ذهب ، فإنه يحمل الوطن بداخله رغم إختلاف الجغرافيا والهموم وظروف الإغتراب القاسية ؛ وصدق من قال أن ' كل شخص يولد داخل وطن ، لكن الفلسطيني يولد الوطن بداخله ' .
والنقطة الأبرز التي تشعرنا بالفخر والإعتزاز في ذلك اليوم المبارك هي مشاركة أسرانا البواسل من خلال خوض معركة الأمعاء الخاوية التي تعتبر سلسلة متواصلة من معارك الشرف والصمود خلف قضبان المعتقلات وفي غياهب الزنازين ، لكنها في ذلك اليوم ستكون معركة الأمعاء الخاوية تلبية لنداء الوطن ألا وهو إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة الوطنية .
ولا بد لي أن اشير الى مسألة في غاية الأهمية نوّه لها الأخ / فادي الشيخ يوسف في دعوته : ' الشخصيات والفصائل وجميع الجهات بعدم التحدث باسمهم، مؤكدا انهم لم يتلقوا أي دعم من أي جهة وأن دعوتهم هي دعوة شبابية للشباب وللعائلات وللفصائل وللكل الوطني ' ؛ وهذه إشارة بالغة الدلالة بأن الشعب أقوى من الفصائلية والحزبية والفئوية ، وأنه سبق الفصائل وجميع الجهات في هبـّته الجماهيرية الوطنية الوحدوية ، أما على الجانب الآخر فهو ايضا يمثل رسالة لحركة حماس بأن هذا الحراك الشبابي ليس موجها من أحد أو ينفذ أجندة أو برنامجا ً بآلية محددة لمصلحة أحد ، بل جاء تلبية لنداء فلسطين لأبنائها بأن يتوحدوا ، وينهوا الإنقسام بطريقتهم وآلياتهم : ' الفصائل الفلسطينية وفتح وحماس هم من سيحددون الآلية والطريقة التي سيتم بها إنهاء الانقسام وأن هذه الآلية هي شأن فتحاوي حمساوي وما يهم الشباب هو إنهاء الانقسام فقط تاركين الطريقة والاتفاق لحركتـــي فتح حماس ' .
**
على ضوء ذلك ، فلسطين ستعلن صرختها بصوت أبناء شعبها في غزة والضفة وارض 48 وفي مختلف دول العالم ومن خلف قضبان السجون ومن داخل المعتقلات والزنازين لتقول لنا : توحدوا .
التحية كل التحية لهؤلاء الشباب وأتمنى أن تتحق مطالبهم في إنهاء الإنقسام وأن تتجسد ، من خلال صرختهم ، وحدة الوطن أرضا ً وشعبا ً .
